وداعًا محمود عاشور

محمود عاشور .... فتى القرءان ..

لا يزال معي ..... صورته ... حركاته ... ضحكاته .... سيره إلى المسجد .... مصحفه بيده ...

كل ذلك لا يكاد يفارقني ......

لأول مرة أحس من كل وجداني وجوارحي أنني أحبه ....

حين سمعت نبأ وفاته ـ رحمه الله ـ لم أصدق ما يقال ...

ساعتها صرخت من أعماق أعماقي .... :

أحقًّا ذَوى إبّان نضرتِهِ الوَردُ ؟!! أحقًّا هَوى في الأرض كَوْكبُنا الفَرْدُ ؟!!

أحقًّا نَعاه النّاعِبونَ إلى الرَّدَى وصاحوا به مَيْتًا ، وأَدْمَعَهُمْ وَجْدُ ؟!!

تَداعَى عَلَيْهِ الماءُ مِن كُلِّ جانبٍ وطافَتْ بِهِ الأمواجُ لَيْسَتْ لها صَدُّ

وأَسْلمَ رُوحًا قَدْ أَضاءتْ بِنُورِها نُفوسًا وآمالا لَيْسَتْ لها عَـدُّ

فيا نِيـلُ هَلْ أُسْعِدْتَ يَومًا بموتِه ؟! وقد أَشْعلتَ أحزانًا لَيستْ لها حَدُّ

وقد أَطْفَئْتَ في النَّفسِ أَنوارُ أنُْسِها وأَظْلَمَتِ الدُّنيا ، وعِيشَتُنا نَكْدُ

******
أُنادِيه يا محمود : ما لَكَ صامِتٌ وما لحديثي ليس له رَدُّ ؟!!

وكُنتَ تُناديني في كل مُلْتقى وصَوتكَ يا محمود يَمْلؤُه الوُدُّ

وقد كُنتَ بسّاما، وقد كُنتَ ضاحِكًا وكُنّا لرُؤْياكَ يَملؤنا السَّعْدُ

وأخلاقُكَ الحُسْنَى تُضيء جَوانِحي وتَمنَحُني حُسْنًا لَيسَ لَهُ نِـدُّ

وقد كُنتَ تُرجَى أنْ تَكونَ إمامَنا وقد كُنتَ تُرجَى أنْ يَقومَ بِكَ المَجْدُ

******

بَكَيْتُكَ فاسْتَبْكَتْ جُمُوعٌ مِنَ الوَرَى ففاضتْ دُموعًا ، والقُلوبُ بِها خَـدُّ

ومُصحَفُكَ الباكي عَلَيكَ مِنَ الأسى أَرَى دَمْعَهُ المكْلومَ يَحْبِسُهُ سَـدُّ

وأنّاتُهُ الثّكْلى تُمَزِّقُ مُهْجَتي وزَفْراتُهُ حَرَّى لَيسَ بِها بَرْدُ

ووالِدُكَ المكلومُ ـ مِثلي ـ أَصابَهُ ما يَقْصِفُ الجبَلَ العَظيمَ فَيَنْهَدُّ

******

فإنّا إلى الرَّحْمَنِ نَشْكُو مُصابَنا ونَحْمَدُهُ ، فإنَّ اللهَ دومًا لَهُ الحمدُ

وإنّا لَنَرْجو أنْ تَكونَ إِمامَنا إلى الحَوضِ يَومَ الحشرِ والظُّلُماتُ تَشْتَدُّ

تُضِيءُ لنا دَرْبًا ونَشْرَبُ شَرْبَةً مِنْ الماء لا تَظْما الحَشا أبَدًا بَعْدُ

الله عليك ياعيسوي كم هي كلمات معبرة عن مدي الوفاء لأهل القرءان نسأل الله أن يتقبله في الشهداء ويحشره مع السفرة الكرام البرره وأن يلهم والديه ومعلميه الصبر والسلوان إنه ولي ذلك والقادر عليه ،،،

قصيدة مؤثرة ياشيخ محمود
ربنا يلهمك الصبر ويلهم اهله

» قراءة قوية للشيخ محمود العيسوى
» حمله لم الشمل...لـــ..أ/ محمود النجار