{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [النحل : 92]
تفسير السعدي - (1 / 447)
{ وَلا تَكُونُوا } في نقضكم للعهود بأسوأ الأمثال وأقبحها وأدلها على سفه متعاطيها، وذلك { كَالَّتِي } تغزل غزلا قويا فإذا استحكم وتم ما أريد منه نقضته فجعلته { أَنْكَاثًا } فتعبت على الغزل ثم على النقض، ولم تستفد سوى الخيبة والعناء وسفاهة العقل ونقص الرأي، فكذلك من نقض ما عاهد عليه فهو ظالم جاهل سفيه ناقص الدين والمروءة.
وقوله: { تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ } أي: لا تنبغي هذه الحالة منكم تعقدون الأيمان المؤكدة وتنتظرون فيها الفرص، فإذا كان العاقد لها ضعيفا غير قادر على الآخر أتمها لا لتعظيم العقد واليمين بل لعجزه، وإن كان قويا يرى مصلحته الدنيوية في نقضها نقضها غير مبال بعهد الله ويمينه.
كل ذلك دورانا مع أهوية النفوس، وتقديما لها على مراد الله منكم، وعلى المروءة الإنسانية، والأخلاق المرضية لأجل أن تكون أمة أكثر عددا وقوة من الأخرى.
وهذا ابتلاء من الله وامتحان يبتليكم الله به حيث قيض من أسباب المحن ما يمتحن به الصادق الوفي من الفاجر الشقي.
أسأل الله أن ألقاكم في الجنة، والسلام عليكم ورحمة الله.
******** هذه دعوة لجمع الشمل وإن لم يستجب لها - هذا الأسبوع - فأنا لا أشارك أحدًا يخون أخاه، ولا أشارك من تفرغ للكلام والنقض والنقد، ولا من حمل قلما يبتغي به ما الله به عليم، ولن أكون نزيل غرفة في غرفة، فأرض الله واسعة، وأنا إذا قلت لن أشارك، فهذا بعد علمي بتقصيري وأني لم أنفع بشيء، والجميع خير مني، ولكن "ما هكذا يا سعد تورد الإبل"، وما هكذا يكون الإصلاح، ولك الله يا بلدنا، ولك الله يا مصر، فنحن أنموذج "مصغر" لمصر، وأعتذر لمن أغضبته، أو أسأت إليه، فأنا أخوكم المقصر في جنب الله، أترككم والقلب يبكي حزنا وكمدا، والعين تذرف قبل الدمع دما.
موضوع: حمله لم الشمل...لـــ..أ/ محمود النجار 
الأربعاء 14 سبتمبر - 9:42